Google Plus

السبت، 10 مارس 2012

حرق النفس




موضوع يحتاج لأكثر من وقفة و طبعا أكثر من وجهة نظر مقتضبة،هذه الحالة شبيهة بمفهوم الإرهاب نوعا ما،ولهذا أدعو عوض محاكمة حارقي النفس المرجو محاكمة حارقي آمال شباب هذا الشعب...
الموضوع يتعدى الحق في الشغل أو الحرية و يصل في أقصى تجلياته الى إستحالة عيش حياة كريمة و المساهمة في تنمية وطن إحتضنك فقط و أبان في كل الأوقات عن رفضه لعينات من طينتي و طينتك...
شخصيا لا أجد أي سبب مقنع للدعوة عن عدم إحراق النفس الا الدين الذي يحرمه لكنه أيضا غير كافي لمسايرة حياة تزداد قساوة أكثر فأكثرغير مبالية بالدراوييش من أبناء هذا البلد الذي تنخره البطالة و غلاء المعيشة و إختلال المنظومة الإجتماعية برمتها...و تزيدها تلك الحفنة من اللصوص تعقيدا و تأزيما.
الشاب المغربي القح الطموح الذي يحلم بحقوقه التي من المفروض أن توفرها له الدولة التي ينتمي إليها وأصبح بسحر ساحر يطالب بها أو ببعضها و مقابل ذالك يتحصل وابل عصي على رأسه الذي فكر يوما أن يدرس و يحلم بعيش حياة هنيئة بقيت حصرا لثلة من الناس...
حسنا ربما الأمر لا يحتاج الى كل هذه البلبلة و الإحراج...الشباب يطالب بوظيفة عمومية سيكون راتبها تقريبا 4000dh في الرباط أو الدار البيضاء،ماذا تعتقد أنها ستحقق له الوظيفة في زمن أصبح فيه ثمن المواد الغذائية المتوفرة وطنيا أغلى حتى من البترول مستوردا... لتر زيت المائدة أغلى بأكثر من ضعف لتر البنزين،أما الطماطم فأصبح الأفضل أن تستعمل مكانها الموز رغم أننا من المنتجين العالميين لهاذا المنتوج الذي يستعمله البعض كفاكهة...زد على ذالك مشاكل النقل و الصحة و التعليم،هذا دون ذكر السكن طبعا الذي أصبح من سابع المستحيلات أن تجد 52m بأقل من 250 الف درهم كيف ستعيش و كيف ترى مستقبلك و مستقبل أولادك إن إستطعت أن تتزوج طبعا؟؟أنا سأجيب
سيكون البؤس أكبر و أبشع و ستحتقر نفسك أكثر إن لم تستطع تحقيق ما كنت تصبو إليه بعد أن درست و إشتغلت بمشقة أنفس،ستدور بك الأرض أشد دوران و سوف تبحث عن أجوبة تكون غالبا قاتلة لكل الأحلام التي بنيت على مجرد منصب شغل،سيزيدك ضغط الناس و نظراتهم لك كأنهم يمتحنوك هل ستنجح أم لا..وإنتفاضة منك ستسعى بكل الوسائل لإنجاح مخططك الذي تبدأ بالتنازل فيه على أحلامك واحدا تلو الآخر ستتساقط آمالك التي بنيتها شاهقة كأوراق خريف في يوم مشرق...مستلزمات الكراء و التنقل،الماء و الكهرباء و المعيشة ستعدم كل حقوقك في السفر و الإستجمام ...
الأحياء الأموات غالبية هذا الشعب الذي يأن في صمت و يداري في صدره حتى إستعصى عليه النوم و وقف العقل عن التفكير و سدت جميع الأبواب في وجهه،النساء يلمن الرجال بإعتبار أنهم المسؤولون في غياب تام للمطالبة بالمساواة و هذا حقهن فالزمن لم ينصفهن كذالك...فلم يبقى لشباب في عمر الزهور إلا الإنتظار الذي دام طويلا في إنتظار القطارات التي تتأخر،الإصلاحات التى تنقطع،الشغل الذي لم يأتي أبدا ليبخر كل الأحلام التي تأتي دائماً،ننتظر هطول الأمطار و شروق الشمس و هبوب الريح ننتظر الفصول المتوالية و نظل ننتظر الشتاء في عز الجفاف إعتدنا بناء أحلامنا على أسس واهية تنهار من تلقاء نفسها أو بأضعف همسة ريح...ننهيها دائماً ب "يحن الله" لنكون بذالك الشعب رقم واحد في الإنتظار...
و الله ينعلها قاعيدة