نحن شعب لا نقرأ و هذه معلومة قديمة جدا و وصمة عار على جبين كل من يدعي الرقي و التقدم..أكاد أجزم أن من لا يقرأ لن يتمكن من تهذيب ذوقه و لا تطعيم حياته ثقافيا و فنيا!فإحساس الراحة و المتعة في القراءة لا توصف و الوقت المستغل في القراءة وقت تتمنى ألا ينتهي و الفوائد كثيرة جمة لن أستطيع جمعها في هذه التدوينة القصيرة..
لكن لماذا المغاربة لا يقرؤون ؟
السبب الرئيسي هو النشأة و التربية و المجتمع فنحن لم ننشأ أبدا في مجتمع يقرأ و لم نكن يوما مهووسين بالقراءة و لم نعتد أن نرى أشخاص في القطار و لا في الحافلات يقرؤون في سفرهم بالرغم من أنه وقت فارغ لن يستغل و سيضيع هباءاً من عمر الشخص..وهنا لا أتكلم عن ١٠٠٪ من المغاربة
سبب آخر و هو الفراغ المعرفي و قلة أدبيات المغاربة و شح الدعم و غياب أمكنة ثقافية و حتى المدرسة في المغرب تعتمد بشكل أساسي على الحفظ بالنسبة للأدبيين مغيبة بذالك التربية على الإبداع و التنويه و تشجيع المتفوقين و فتح مكتبات في كل المدن ...أما التخصصات الأخرى فلم تكن تستفيد إلا من سويعات قليلة أسبوعيا في المواد الأدبية ...وشخصيا كنت ممن قد ينتجون دواوين شعرية و قصص لو تلقيت الدعم و التشجيع اللازمين ..
رغم هذا كله تتحدى قلة من الشباب كل الظروف و تقتني الكتب رغم أثمنتها المرتفعة بسبب قلة الإنتاج الداخلي فالغالبية العظمى تقرأ لأنيس منصور و أگاتا كريستي و ...
و شباب آخر يتحدى و يكتب و ينشر على نفقته الخاصة و يفشل و يعاود المشوار من جديد على أمل أن تنضج الشعوب و تعود للقراءة...
لا يمكن أن نلقي كل اللوم على ظروف قد تتغير من شخص لآخر و لا على المجتمع و عاداته،وبالرغم من نشأتنا ...إلا أنه لشخصياتنا الأثر الكبير على إختياراتنا فعلى سبيل المثال لا الحصر أنا أؤمن بالتجربة و لم أكن أبدا من عائلة تقرأ كثيرا و لا تكتب روايات و علمي التكوين و عملي لا يمت بصلة لا للكتابة و لا القراءة...برغم كل هذا حاولت و تشجعت و خصصت بعضا من الوقت لهذه الهوايات الرائعة التي من الممكن جدا أن تصبح أعمالاً بقليل من التحدي و الصبر و كثير من التركيز..
تناصحوا و تبادلو الكتب و تناقشو مواضيع المؤلفات و القصص فبها يرقى ذوقنا و تكثر أفكارنا و تزول تلك الركوم من الغبار على أفكارنا...
هيا لنشدو و لنطلق عنان تعابيرنا لنطور حواراتنا العائلية و لنلحن كلماتنا لنعيش عذوبتها و نشنف أسماع أحبتنا و نغنيهم عن الكلام المبتذل للأغاني و المسلسلات...