Google Plus

الاثنين، 21 يونيو 2010

قنابل جوالة



بعد الهاتف الثابت جاءت الجوالة و بعد الحواسيب الثقيلة و الكبيرة جاءت لتعوضها أخرى بحجم الكف بعد كل شئ ضخم اخترع شئ مماثل أصغر حجما و أكثر كفاءة ..
وهكذا تقلصت أحجام كل شئ تقريبا ،تقلصت الأجهزة كما المعاني  تقلصت الكلمات و الأفكار والعقول  أصبحت أقل إستيعابا و أكثر تبعية و جمود.
تبدل معنى العلم و أصبح العمل وتبدل معنى الحب ليصبح إباحة،و معنى الاحترام ليصبح مجرد وسيلة الوصولية و ..

أصبح العالم الحاضر بين براثن هاته المعاني الواهية و الكاذبة و الكل في تهافت مستمر لتصديق أكذوبة العولمة و التقدم و النماء..
في غفلة من أمرنا يولد شيئ جديد، بؤر خراب تنذر بدون خوف باشتياقها للزمن الذي ولى عوض الانحراف و هذه الفوضى العارمة التي تنخر عقول الشباب الى الحد الذي أصبحت تشكل فيه خطورة قصوى على المجتمع كيف لنراجع هاته النقاط معا:
-الإرهاب ناتج عن التطرف و الفراغ الديني و المعرفي و عن تدني مستوى العيش الكريم و مع بزوغ عصر الانترنيت و الجوالات التي تسهل التواصل بين كل أقطار العالم  بسهولة تامة،تم تصدير هاته الأفكار الهدامة إلى ربوع الدنيا تحت مفهوم مكافحة القوى الشريرة و القضاء على الرشوة و الزبونية و كل مظاهر الفساد سواء المالي ،المعرفي أو الأخلاقي ..لنجد أنه نحن من أوصلنا أنفسنا الى هاته الحالة المزرية البائسة التي تظهر معالمها واضحة للذي لا يغمض عينه كلما أحس بشئ قد يبكيه أو فقط لا يعجبه.
-في المغرب مثلا لا يتوانى السياسيون عن زعزعة الاستقرار النفسي للشباب و اللعب بالوعود الكاذبة على أوتار أصلا هي حساسة ،وبينما هم في انتظار يوم جديد بأخبار قد ترقى بمستوى وعيهم و تعطيهم ولو قليلا من الأمل في حياة شريفة بعيدا عن الأوهام التي تباع و تشترى..
هذا الكذب و النفاق ممن هم في الأصل يعتبرون  في مقام أولياء أمورنا السياسية و مكلفين بتمثيلنا للرقي و الإزدهار،أدى و يؤدي دوما دورا مهما في تجنيد ألوف الشباب ضد الفساد حيث كلما كان صبر الشخص كبيرا و وعيه لابأس به كلما إنقلب تطرفا و عصيانا على الحوار لأنه في نظره مجرد تمثيلية مملة تعاد حيثما تشنجت العلاقات التي أقول أنها غير متوازنة البتة.لا أظن أن من في منصب عالي و أبناءه في مدارس لم يخبرنا بها أبدا الموجه (الذي أذكر أنه لم يطلعنا على تفاصيل بعض المدارس،لنكتشف في اليوم الموالي أن ابنه السي سعيد سُجّل و قُبِل في إحداها،وأين هو اليوم...)سيشغل مخه من أجل سواد عيون العامة من الشباب ولو أنه مصطلح معوِّض..!!؟
ألن يشحن الشباب بهاته التصرفات الغير محسوبة عواقبها،لأنه محاس بالمزود غاليمخبوط بيه،فمن يقرر و بجرة قلم يحكم و بقسوة على من هم في أمس الحاجة الى الرأفة و الأخذ باليد للوصول للضفة الأخرى .
طبعا هذا لا يؤدي الى الإستقرار المنشود و المرسومة خطوطه العريضة عند إقتراب كل إقتراع.بل الى السخط و الذل و الانحطاط و الحكرة المؤدية لا محالة للفشل و ضعف الدخل الفردي اليومي  وهذا سبب كافي لتشتغل الأيادي عوض العقول لتصبح الحياة اليومية مليئة بالحوادث البشعة من أجل حفنة من الدراهم تكون في غالب الأحيان قليلة.لا أقول أن الجريمة كلها مبنية على هذا الطرح لكن بعضها فهناك مجرمين يقومون بأفعالهم عشقا مرضيا و هناك من يُجبَرون على ذالك و...
في نظري التغيير لازمة لا بد منها لكن هذا ليس بالشئ السهل،و أول الأمور يجب إبطال مفعول تلك القنابل التي تزرع يوميا بالكذب و الفقر و السخط الإجتماعي ،العمل و توفير الحياة الشريفة للشباب الواعي و المتعلم أهم من إصلاح المنظومة التعليمية و القضاء و مقرات الوزارات و المحاكم و أهم من بناء الطرق و القناطر و ..بالنقص من البطالة ستتقلص نسبة الجريمة و ستتجمع أواصل المجتمع لأن إستقرار  الوطن أسير بالإستقرار الشخصي لكل فرد من أفراده،و المهم في الأمر كله ستعطى العبرة للصغار و سيصبح العمل = الدراسة و التحصيل .المشكل الحقيقي الذي لا ينتبه إليه هو أنه في كل عائلة تجد على الأقل شخص موجز و عاطل عن العمل أو في أحسن الأحوال يشتغل في ما يمكن لواحد مقاريش أن يشغله،ليقتنع الطفل من الصغر بأن الدراسة لا تجدي نفعا ،مع مرور الأيام لا نحصل على قنبلة في هذه الحالة و إنما على عالة إجتماعية ستحتاج الى المال في يوم من الأيام وستحصل عليه بالطريقة الي على بالكم.
أستطيع أن أقسم المجتمع الى طبقات غير التي مصنفة:
-الذين يزدادون بملاعق من ذهب،الذين يحصلون على شركات و سيارات كهدايا في المناسبات و من غير مناسبات،الذين قبل ما يبداو شي مدرسة كيكونو خدامين غير كيديرو فورماسيو و صافي و مامحتجش ينجح كٌاع .
-و الذين يضحون بالغالي و الرخيص لتتفادى فلذات أكبادهم ما مرو به هم ، تجدهم رغم قلة ذات اليد لا يتاوانون عن توفير كل الضروريات و يحيون في الغالب حياة دافئة في إستقرار مهدد بالإنهيار و إن حدث و سألت عن أحوالهم يردون بألف خير و الحمد لله ..
-الذين سأموا من إنتظار خيرات الوطن و راحوا يبحثون في بلدان أخرى ويكونون غير مرحب بهم في الغالب فيها ،تجد أغلبهم يعودون ليستثمرو في بلدهم الأم!فهمها نتا "ولدك كبرتيه و جريتي عليه و مشا و عاود رجع و بنا ليك الدار" يمكن أن نسمي هذه الطبقة "الأبناء البارين للوطن"
-و الساخطين على الأوضاع برمتها و الغير مبالية عقولهم بما هم فيه،هؤلاء هم خطر على المجتمع و من وجهة نظري المتواضعة أظن أن نسبتهم كبيرة و أصبح الكره يملأ قلوبهم بشكل ملفت للنظر هؤلاء أطلق عليهم القنابل الجوالة و أكاد أظن جازما أنها متأهبة .
بهذا يكون مفهوم القنبلة أيضاً أصابه تغيير و أصبح يمكن أن تعبأ ليس فقط في الخراطيش المخصصة لها و إنما في كل شيء تدب فيه الحياة بشكل يبعث على الذل و الهوان ..
القنبلة هي أن يصبح الفرد منا لا يملك سببا في العيش و لا سبيل له غير دروب الظلام و مد الأيدي 

0 التعليقات :

إرسال تعليق