Google Plus

الاثنين، 21 يونيو 2010

حياتي....خيال و واقع. قسوة و حنان و إختلاط للسعادة بالمرارة...




هناك في عالم أخر حيث يعيش البشر بغير أدميتهم و يعامل الرئيس كإله مبجل هناك في عالم لا يكاد يسمع عنه خبر غير التنويه .
وهنا في عالم الأحاسيس و المعاملات بكل أنواعها هنا في دنيا تفرض عليك نمط العيش الصاخب و المسرع.
أعيش بين العالمين تائها محاولا العيش بتوازن مختل بوضوح ،في تناقض تام وغرابة الي الحد الذي تتنافي فيه جميع المعارف و حيث الأخلاق لا معني لها ...



الكل يشتغل في مناصب تمثيلية فقط ككومبارس لئيم يستحوذ علي أجور جميع الأدوار لا فرق بين الطبيب و الخراز ،الكل يشترك جو الكآبة و الخوف المزمن و الدكتاتورية المعصرنة  التي لا تنتبه إليها جل المنظمات الحقوقية العالمية،
مقالتي هذه اكتبها من مقري في العمل مكتب مجهز و أوراق كثيرة و حواسيب آخر طراز  بنادم داخل خارج و العمل في وقت الذروة ، لن انسي طبعا أن أشير إلي  انه كل شيُ يمكنك الحصول عليه بطلب صغير،فهنا الطلبات لها مفهوم غير الذي ألفناه ،أن تطلب من احدهم شيئا لا يعتبر حقا من حقوقك في العمل،وإنما هبة يمكن أن يجود عليك بها ان كان علي مزاج جيد وإلا فطلبك في عداد النسيان،كما في اغلب الإدارات هناك دائما وساطات لها كلمتها الفصل في القضية،أيضاً هنا الأمر أكثر من مجرد وساطة عادية فالوساطة هنا غير ماُدي عنها ماديا وإنما توُديها بأقساط مريحة من حريتك و من حنيان الرأس لكل من هب و دب،هنا لا يميز المتعلم من غيره ولا يعتبر الواعي و لا الترقية كما في كل المجالات تمر بشافافية فهنا يمكن أن تنتظر طوال حياتك بدون جدوى  و بدون كلل أيضاً كان للأمر ألفة خاصة فكثير ممن أعرفهم يتعاملون مع الأمور بشكل مختلف جداً  و غريب في نفس الوقت ألن تستغرب إن قلت لك أن هناك من يعتبر الإهانة و الذل و تلك الكراهية مجرد أمور لا يجب الانتباه لها كثيرا و إنما التعامل معها برضا مطلق معتبرا إياها أشياء نستغلها للوصول إلى مأربنا
 المهم في الأمر أنك تعيش في ضروب غامضة و ظروف عصيبة تجعل منك وحشا على أهب الاستعداد للانتقام من البشر خارج هذا الطوق المفروض..في عالمي عكس ما هو عليه عندكم في عالمكم
ففي عالمي فقط تحتسب الأخطاء بدل الأعمال الحسنة،و لا يُحترم الأكبر سنا و فيه تستطيع أن تأكل و تشرب و تنام كخروف أسبوعا قبل العيد.
في عالمي تعيش كأمير مسجون و كعبد أبيض غني .
في عالمي فقط يمكن أن تكون معدما ولا تملك فلسا و رغم ذالك تركب أغلى و أفخم السيارات و تلبس ربطة عنق و تجلس مكاتب مكيفة وعصرية و الأدهى أنك و بدون أي إحساس بالمسؤولية تتحكم بجرة قلم في مئات ممن هم أعلى منك مستوى و أوعى منك بكثير وربما حتى أكبر منك سنا.
في عالمي تعيش حياة خاصة مقلوبة المعاني، تقول عنها أنت سعيدة بينما هي بائسة و تكون غالب سعيدة عندما تحس بها  أنت غير ذالك..
في عالمي تعيش بشخصيات ،مهن و تسميات عدة تتغير بتغير الزمان و بأوجه و صفات تغيرها أكثر مما تغير ملابسك..
في عالمكم توجد فوضى عارمة و قليل من المعارضين لها،في عالمي كل شئ منظم و كثيرة هي الانتقادات .
من عالمي أكتب بلغتكم لأن لغتي لن تفهموها ،أكتب بلغتكم لأن أبناء عالمي قلة من هم يقرؤون و لا يهمني رأيهم لأني أعرف رئي..
أبناء عالمي لهم في الحديث الكثير الغير المجدي ،لهم في كل شئ ليس لكم فيه..
في عالمي نعيش دون حكومة تتوالى على سرقة ممتلكاتنا و بدون أي مشاكل معينة،و لا انتخابات و السياسة أخر إهتمامتنا.
في عالمي نتابع أخباركم دائما بلغات أخرى و ونتساءل ما السر وراء ذالك رغم أنه لكم قنوات و جرائد كثيرة و مجلات ملونة بألوان لا توجد في واقعكم غالبا..أسأل نفسي دوما لما هذا التصنع و محاولة الانتماء لعالم ليس عالمكم
في عالمنا كل شئ واضح و شفاف و لا نحتاج لا لصحافة و لا لتلفزيون ..صحفيونا و إعلاميونا يعيشون لحظات جميلة و أوقات فراغ مملة لا يجدون غالبا من جديد يخبرونا به في صباح كل يوم كما تفعلون أنتم ..
نحن مختلفون جداً فأنتم تملكون ما يسمى نهاية الأسبوع و نحن أسابيعنا منتهية من البداية أو غير منتهية أبدا،عيدكم لا يعني بالضرورة عيد لنا أيضاً و لا عطلكم عطل لنا،ليس لنا ما نحتفل به فنحن غرباء و تاريخنا مليئة بالتتويج لكننا نسيناها مع مرور الزمان .
نحن فقط يمكن أن نتعامل معكم أذا أردنا و لا يحق لكم التعامل معنا كلما أردتم
في عالمنا توجد لكل شخص مهمة و لكل فرد من أفراده عمل  و فرص عمل دائما تخلق ..ليست عندنا بطالة و لا مناصب يجب ألا تظل فارغة..عندنا الأمور ليست جدية كما هي عندكم ،نعيش في مدن سينمائية نمثل أفلام لا تنتهي..تعرض  نادرا على شاشاتكم لتسخروا من الأدوار الثانوية التي أديناها!؟..
في عالمكم توجد قوانين معروفة و مكتوبة بينما عندنا يوجد قانون غير معروف تماما ،أنا عرفته خلسة ذات يوم !يسمى "المزاج"لم أعرف له طريقا يقولون مدون في كتب لكن بلغات أخرى و غير متوفر بلغتنا فهلا بحثتم في عالمكم عنه و لو بلغة تفهمونها أنتم فقط و سنعتمد عليكم في الترجمة .نحس في عالمنا كأنه غير مسموح لنا اكتشاف قانوننا ربما هويتنا ..ليس ضروريا أعرف لكنه مجرد حب إستطلاع لا يمتلكه إلا القليل..
في عالمي لا يجوز أن تدرس كثيرا،فلا تكاد تتلعثم في تحصيل أولى حروفك حتى يمنحوك وظيفة و مرتب لتصبح منتهي الصلاحية لتعيش أيامك الباقية دون طموح،يقولون هنا أن الطموح لا علاقة له بالدراسة ولا التعلم سبيل النجاح هذا طبعا مختلف عندكم..لا تستغربوا فلن تفهموا ما أقول لأنكم لستم من عالمي ولن يفهم كلامي الا من يعيش عالمي و يفهم لغتكم،
تعتقدون أنها مقالة حقيقية !خيالية؟سنختلف في التسميات ليتها كانت عكس ما تتوقعون ،ففي كتابتي هاته تتغلف الحقيقة بالواقع و تتخفى كلماتي في ثوب غير الذي ألفتها فيه،لأجد في الأخير نص ملغوم كله أسرار لست بالضرورة أريد الكشف عنها ولست ضد كشفها..
أدعوكم لقراءة متأنية و بالصبر ،حاولوا أن تسمعوا صوتا من وراء جدار ضخم يحجب أغلظ الأصوات.

0 التعليقات :

إرسال تعليق