Google Plus

الخميس، 30 دجنبر 2010

نهايات لم تكتمل








زاغت عينه عن طاولة الطعام و كانت هذه أولى زيغاته التي كبرت و صدعت أرجاء البيت الصغير الذي لم يكن أبدا سعيدا،تنهد و حرمان من الأساسيات و تفكير مستمر في الكماليات خلق لهم إرتجاجا في القلب،عدم الطمأنينة ولدا اللا أمان و إختفاء الحب الذي كان يجمعهم و عوضته المشاكل التى تجمعهم على الفراق و تؤكد لكل منهم أن الآخر فال شؤم عليه،يتمنون لو أنهم لم يغامرو بالإقتران يوما،و يلعنون اليوم الذي قامرو فيه على حياة سعيدة مليئة بكل شيء تمنوه،لكن الخيارات التي لعبو بها لم تكن رابحة في نظرهم،أو فقط هو الحظ ثانية.
الإختلاف الفكري و عدم توافق أهداف الزوجين يشتت التوافق،كيف التوافق و هو يتمنى كل شيء و لا يملك أي شيء،بينما هي لا تريد شيئا سوى عطف و حنان لتمنحهم بدورها للرضيع القادم في الطريق...ماذا؟!كيف؟ألم ت...؟يكسر طبقين و يشجن و يصغق الباب من خلفه!تذرف دمعات ،يحتقن القلب أكثر و تدور في الخفاء أفكار شيطانية  جدا!هو في المقهى المهترئ يدخن سيجارته الرديئة و يحكي أسراره بصوت مرتفع! لصديق عمره الوحيد الذي يتغير حسب الظروف!الكل يعرف خبايا ذالك الشجن،دورها الفرعي طبعا موجود بحكاياتها عنه لجاراتها الثرثارات!
عادا من هياجنهما و إنتشرت نظرات و توزعت قسمات
 فهمتها هي عكس ما  هي عليها لتأكدها أنه لا خير منه سيأتي،و هو يبحث عن حل للإستقام يريد أن ينسى زيغاته و يود لو أنها إحتضنته ليحس بنبضات وليده،طبيعي جدا أن لا يتودد إليها لأنه في نظره ذاك دورها الذي تزوجها و إتفقا عليه منذ فترة إنتقالهم بين دروب المدينة الصغيرة التي كانت تحفظ مغامراتهم معا لمدد طويلة قبل أن يبتسم الحظ!يتمتم بكلمات غير مفهومة،يستسلم للنوم بأعين مفتوحة!أما هي فلم تستطع النوم.
كغير العادة إستفاق مبكرا حمل معداته و ذهب للعمل و هو يفكر في التصرف بعقلانية تاركا إياها تباين النوم،قضى اليوم في العمل المضني فلأول مرة يحس بأن له هدف في الحياة،إنتهي دوامه و قد إنتهى الى السبيل الصحيح و قرر إنجاح حياته و زواجه و التخلي عن كل التفاهات،في طريق عودته فكر أن يهديها وردتين بخمس دراهم و يشتري لها بوكاديوس الصوصيص من با العربي الذي تحبه بجنون"تحب الصوصيص طبعا"،حاول تخيل لحظات دخوله عليها و حاول ترديد كلام حب جميل فوجده صعبا لأن لسانه تعود النطق بتراهات،فتح الباب بهدوء و خطى خطوات في الظلام،يقول في قرارة نفسه لابد أنها مازالت غاضبة لذا لم تحضر لي العشاء و نامت مبكرا..
وصل غرفتيهما فوجد بها بردا قارسا ،لم تكن هكذا أبدا!أنار المصباح فلم تكن هناك ،بحث في أرجاء البيت،سأل الجارة فلانة فخاب ظنه و إحترقت كلماته الرقيقة التي أعدها لها،و ذبلت وردتيه في يديه،و جلس يرثي حاله و يلعن هذا العكس الذي لطالما صادفه.
أصبح باكرا دون أن يغمض له جفن،فكر في كل الحلول،و مرت أمام عينيه اليائستين جميع السيناريوهات الممكنة تارة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه،و تارات أخرى في فك هذا الوثاق الذي لطالما جلب له صداع الراس،لكنه فكر لبرهة و تذكر بأن هناك وليد في الطريق،و تذكر كيف كانا يحلما بالحياة و إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم و هب للذهاب لبيت أهلها لمصالحتها و جبر خاطرها،و كظم الغيظ الذي  يسري بينهما.
طرق الباب مرتين و فتحت هي صدفة،إستلطفها و طلب منها الخروج معه لكنها أبت!! أقنعها بضرورة التحدث و لم الشمل و التعاون لإنجاح ما بدآه سوية.جلسا في مقهى قريبة،إرتشفا براد شاي ساخن ذوب كل جبال الثلوج التي بينهما،إعتذر و أقسم بأغلظ الإيمان أن يستقيم و رجاها أن تقف بجانبه و توسلها أن لا تتركه وحيدا مرة أخرى،تصرفت هي بذكاء و كسبت وده بسهولة و تناست لغوه،وجعلته يحس برجولته و مسؤولياته فوعدها خيرا إن شاء الله.
عادا الى منزلهما و تحدثا كثيرا و رسما سبلا جديدة لا سيم أنهما ذوي مستوى لا بأس به،فهي حاصلة على الباكالوريا أداب عصرية و هو علمي حاصل على دبلوم تقني متخصص لكنهما لضيق ذات اليد قرر أن يعيل عائلته الصغيرة دون إنتظار أمال قد تخيب.
إستمرت الحياة على نفس السياق لمدة ليست بالهينة،إنتفخت بطنها و كثرت متطلباتها..و رزقا بفلذة كبد قد تزيد من عمق الهفوات بينهما و قد تسعدهما اكثر! لكنه خيار كان لابد منه.
كان املهما في الله كبير و خير الأمور من تبدأ بالتوكل على الله و النية الحسنة و لكم أن تتصورو نهاية ذالك

5 التعليقات :

.. جيد أن تمضي بهما الأمور إلى السكينة لأجل مولودهما ولأجل حبّ جمعهما يوماً

دمت بكل خير

نعم ما أحلى الحب و السكينة حين يجتمعان بمولود
انها الحياة فلنعشها بنبل و تفتح و سعادة لانه في الاخير الامور بيدنا و الله المعين
شكرا لمروركم

السلام عليكم ورحمة الله
انها الحياة بحلوها ومرها وربما ساعات الخصام هي بداية لوفاق جديد وتقارب جديد
قصة رائعة اخي واسلوبك زادها روعة
بارك الله فيك يا طيب

إرسال تعليق